في عيد ميلاد جورجيو أرماني التسعين تعرفي على المصمم الأسطورة

اليوم 11 يوليو يبلغ المصمم الإيطالي الشهير جورجيو أرماني عامه التسعين، ولكنه كما هو معتاد، لا يقف ساكناً. حيث بنى السيد أرماني إرثاً مذهلاً على مدى العقود العديدة الماضية، وهو مثال على قوة الموهبة والعمل الجاد والمثابرة.

ولد المصمم الشهير في 11 يوليو سنة 1934 وقبل أن يصبح جورجيو أرماني المصمم الشهير الذي هو عليه اليوم، دخل جامعة ميلان ليدرس الطبّ ليكتشف بعد ثلاث سنوات أنّه لا يحبّ هذا المجال، فيلتحق بعدها بالجيش ليعمل في مستشفى تابع للجيش، لكنه ترك العمل في عام 1953، وحصل بعدها على وظيفة تزيين النوافذ في متجر La Rinacente متعدد الأقسام في ميلانو، والذي حصل خلاله على أول فرصة حقيقية في صناعة الأزياء، ما مهد الطريق لإنجازاته المستقبلية.

كان أرماني بتميز بكل مكان يعمل به بممارسة عمله بدقة ومثابرة، وله عين حادة ويد ماهرة وصاحب قدرات مهنية وإبداعية مبهرة.

في فترة الستينيات وبالتحديد من عام 1961 إلى عام 1970، أقدم أرماني على خطوة مهنية مهمة، من خلال الانضمام إلى شركة نينو شيروتي Nino Cerruti، حيث صقل مهاراته في تصميم الملابس الرجالية. وعلى الفور انتشرت موهبته الاستثنائية، فنالت تصميماته استحساناً واسع النطاق لجودتها الاستثنائية، واهتمامها الدقيق بالتفاصيل.

وفي في عام 1975 جاءت نقطة التحول في مسيرة أرماني المهنية، عندما أسس مع صديقه سيرجيو جاليوتي شركة Giorgio Armani S.p.A. حيث كان لجاليوتي دور فعال في دفع أرماني إلى بدء علامته التجارية الخاصة، وتسليط الضوء على رؤيته الفريدة، وقدراته التصميمية، فكانت فلسفة العلامة التجارية هي صنع أزياء خالدة وأنيقة، تتناقض بشكل صارخ مع الاتجاهات البراقة خلال السبعينيات.

وأحدث أرماني ثورة في صناعة الأزياء بابتكار البدلة الرجالية غير المنظمة، التصميم الذي يوفر الراحة دون المساس بالأناقة.

وحقق هذا الابتكار نجاحاً هائلاً، وساهم في ترسيخ اسم أرماني، باعتباره اسماً كبيراً في صناعة الأزياء، حيث حطم المعايير السائدة، ووضع معايير جديدة.

وبمرور الوقت، نمت علامة أرماني التجارية بشكل كبير، وتحولت إلى إمبراطورية عالمية، للملابس والإكسسوارات والعطور وحتى الفنادق، ما يعكس قدرات أرماني الإبداعية المتنوعة.

في عام 1975، عرض أرماني مجموعته الأولى للملابس الرجالية والنسائية في ميلانو.

في عام 1976 اقتحم أرماني السوق الأمريكية رسمياً، وذلك بعد الحصول على صفقة حصرية مع شركة التجزئة Barneys في نيويورك، وقبل سنوات قليلة فقط من انتشار شعبية علامته التجارية بفضل فيلم American Gigolo.
ومع زيادة شهرة أرماني في الولايات المتحدة بفضل تصميمه لملابس نجم فيلم American Gigolo، ريتشارد جير عام 1980. أصبح المفضل لدى المشاهير على السجادة الحمراء. حيث أُطلق على حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 1990 لقب جوائز أرماني، حيث ارتدى نجوم مثل روبرت دي نيرو، وجيف جودلبوم، وجوليا روبرتس، وتوم كروز، ودنزل واشنطن قطع من إبداعات المصمم.

في عام 1981، أطلق أرماني، أرماني جينز، وإمبوريو أرماني، في عرضه لنسخة يسهل الوصول إليها من تصميماته الجاهزة للارتداء.

وفي عام 1982 تصدرت صورة أرماني غلاف عدد أبريل لمجلة Time، وكان بذلك أول مصمم أزياء يتصدر الصفحة الأولى بعد كريستيان ديور وكوكو شانيل.

في مطلع الألفية، أقام متحف غوغنهايم معرضاً لتصاميم أرماني الممتدة على مدار 25 عاماً، وهي إحدى المرات الأولى التي أقام فيها المتحف معرضاً من هذا النوع لمبدع حي. ومن خلال تقديم نظرة عامة عن أعماله ومساهماته في الموضة، كان ذلك بمثابة شهادة على التأثير الكبير الذي أحدثه أرماني على الثقافة الشعبية.

وفي يناير 2007، أصبح أول مصمم على الإطلاق يبث مجموعة من الأزياء الراقية مباشرة على الإنترنت. 

وفي سن السبعين، ظهر لأول مرة في عالم الأزياء الراقية مع شركة Armani Privé.

في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2006 في إيطاليا، وهو الأول منذ 50 عاماً، كانت ملابس فريق إيطاليا من تصميم أرماني. وحمل أرماني شعلة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية وسط حي الموضة في ميلانو في طريقها إلى تورينو حيث تخلى حينها عن ملابسه السوداء المعتادة واستبدلها بزي رياضي باللونين البرتقالي والأبيض، ومنذ ذلك الحين صمم الزي الرسمي للفريق الإيطالي لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2012 و2016 و2024.

وفي عام 2010، افتتح أرماني فندق أرماني، وهو فندق خمس نجوم يقع داخل برج خليفة في دبي. وبعدها تم افتتاح فندق أرماني آخر في ميلانو.

في عام 2019، حصل أرماني على جائزة الإنجاز المتميز في حفل توزيع جوائز الموضة، حيث تم تكريمه لمساهمته المتميزة في صناعة الأزياء العالمية، وإبداعه ورؤيته للأسلوب الخالد والعناية بالتفاصيل، والتي قدمت هذا الإلهام للكثيرين في العالم.
يحتفل مصمم الأزياء العالمي، جورجيو أرماني، بعيد ميلاده التسعين في منزله في ميلانو وسط عائلته وأصدقائه، مع مسيرة مهنية وشخصية حافلة بالإنجازات والإبداع والابتكار. ويواصل حتى يومنا هذا تصميم الأزياء لأكبر نجوم هوليود، وها هو بعد عقود، مازال نجمه يلمع في سماء عالم الموضة.