المحاور: أسما الملا، السيارة: علي الغانم وأولاده، الموقع: مدينة الكويت لرياضة المحركات
تعرفي على الفتيات اللواتي شاركن النساء في عالم رياضة السيارات، لطيفة النصار ومنيرة النصار ولولوة الصباح، السيدات الرائدات وراء أكبر حدث رياضي للسيارات في الكويت Road Rush.
شق الثلاثي طريقاً في الصناعة التي يهيمن عليها الذكور عادةً، حيث كان اندفاع الأدرينالين هذا لا يمكن تخيله للنساء في ثقافتنا.
تأسست Road Rush في عام 2011، وتصدرت كونها أول حدث رياضي للسيدات في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث مكنت النساء من تولي زمام القيادة وتشجيع وتعزيز شغفهن بأقصى سرعة.
بدافع من الشغف والمثابرة والحاجة إلى السرعة، تشارك رائدات الأعمال قصتهن في 3oud.com حصرياً. إلهامهن، ودوافعهن، وإنجازاتهن وتحدياتهن كنساء في رياضة السيارات وتأسيس Road Rush.
أخبرونا عن بدايات رود رش وكيف تبلورت هذه الفكرة:
أنا من عشاق السيارات.
اندفاع الأدرينالين الذي يصيبني بعد السباق، شعور لا يوصف. أحب صوت المحرك، إنه مثل الموسيقى في أذني.
هذا هو السبب الجوهري وراء تأسيس "رود رش" في عام 2011. كنت حينها أتطلع لشراء سيارة جديدة. وفي بحثي عن سيارة أحلامي، صادفت مصطلحات جديدة مثل قوة الحصان وعزم الدوران. تعلمت أكثر فأكثر وأصبحت مهووسة ليس فقط بمظهر السيارة وميزاتها الخارجية ولكن أيضًا بكيفية عملها. أصبح المحرك مهمًا بالنسبة لي.
كمجموعة مؤلفة من خمس فتيات، قررنا السعي وراء حلمنا، ونشأت فكرة "رود رش" ببساطة في اجتماع للأصدقاء المقربين الذين كانوا جميعاً يتشاركون الحماس للسيارات والسباقات.
ما الذي دفعكم للبدء في هذه المبادرة؟
لطالما أحببت أي شيء يتعلق بالوقود والسرعة منذ نعومة أظفاري، سواء كانت السيارات أو الدراجات النارية أو الزلاجات المائية أو القوارب. كنت أرغب أيضًا في تمكين وتوسيع هذا الشغف ليشمل النساء الأخريات اللواتي يمتلكن نفس الدافع، حيث لم تكن هناك أي مسابقات تروّج لرياضة السيارات الخاصة بالسيدات، ونظرًا لعدم وجود فرص في الكويت للفتيات اللواتي يعشقن سباقات السيارات، قررنا نحن إنشاء هذا المجتمع.
كان الحماس يملؤنا لتغيير الأفكار النمطية التي كانت موجودة لدى الناس في ذلك الوقت حول السباقات الخاصة بالنساء وأردنا أن تُحدث هذه المبادرة فرقًا وأن تكون مصدر إلهام للناس خاصة النساء للقتال من أجل أي شيء يمتلكن الشغف تجاهه.
كنساء في مجال يسيطر عليه الرجال، ما هو التحدي الأكبر الذي واجهكنّ، وكيف تغلبتنّ عليه؟
كان التحدي الأكبر هو قبول الناس لفكرة وجود متسابقات من النساء، والترحيب بهن في مجال يهيمن عليه الرجال عادةً. كنت أرغب في إنشاء مساحة تمكن النساء من التعبير عن شغفهن بالقيادة والخروج من منطقة الراحة، وكذلك إنشاء أول مضمار سباق في الكويت، مكان للمرأة أن تختبر ما تحبه. أنا دائماً أميل إلى القول أنه لا يوجد شيء مستحيل. إذا كنت تريد شيئًا ما حقًا، فيمكنك دائمًا القيام به.
وفعلاً تغلبنا على هذا من خلال الدعم المستمر والقوي من العائلة والأصدقاء الذين أخبرونا أنه يمكننا القيام بذلك إذا لم نستسلم، وهذا ما فعلناه من خلال الثبات على موقفنا بمساعدة عائلتنا وأصدقائنا.
لقد حقق "رود رش" نجاحًا لمدة 11 عامًا، كيف تحافظنّ على الاستمرارية والثبات؟
نحاول دائمًا رفع المستوى بشكل أعلى كل عام. كمبتدئين، نستمع إلى آراء الناس ونتعلم من الثغرات والسباقات والمهرجانات السابقة. أنا أحب التحديات القوية. عندما أشعر بالتحدي، فإن ذلك يبقيني على أهبة الاستعداد ويجعلني أحتاج دائمًا إلى أن أكون مبدعة ومواكبة لأحدث المستجدات.
كما نعطي الأولوية للجودة والتواصل الفعال بين أفراد الفريق وآراء الداعمين لنا.
شعار "رود رش" هو الجودة وليس الكم. ينمو شغفنا عامًا بعد عام ويدفعنا إلى جعل هذا الحدث لا يُنسى أكثر من العام السابق. أعتقد أن هذا هو ما يجعلنا ناجحين باستمرار.
لو كان بإمكانكنّ البدء بهذه العملية برمتها مرة أخرى من جديد، فهل ستفعلنها بشكل مختلف؟
بصراحة، لن أغير أي شيء حقًا لأننا كل عام نواصل التعلم من تجاربنا السابقة سواء كانت إيجابية أو سلبية.
لقد غير هذا الأمر الكثير من الأشياء على مر السنين رغم أننا تعلمنا من كل العقبات التي واجهناها في الماضي، وهذا ما جعلنا أقوى.
لكل منا نقاط قوة، والعيوب في الأحداث الماضية قد ساعدت في تشكيل ما هو "رود رش" عليه اليوم.
ما هي برأيكنّ أهم إنجازات المبادرة حتى الآن؟
كان نمونا هائلاً، بدءًا من سبع سيارات فقط إلى أكثر من خمسين سيارة اليوم. كان أكبر إنجازاتنا هو التأثير الذي أحدثناه في تمكين المرأة، فضلاً عن قبول المجتمع ومشاركته في"رود رش". نحن فخورون بالاعتراف بنا كأكبر حدث في الكويت حتى الآن.. وباعتبار السباقات النسائية أمراً طبيعياً وإلهاماً.
ما هي الدروس التي تعلمتنّها خلال حياتكنّ المهنية؟
لقد تعلمنا إدارة الوقت بشكل أفضل والصبر وتفويض المهام، فضلاً عن الانفتاح على التغيير والأفكار الجديدة.
وعندما يُغلق أحد الأبواب، يُفتح باب آخر. وإذا لم تتمكني من فتحه فستجدين طريقة لفتحه حتماً. لا تتخلي أبدًا عن شيء تحبينه. وألا أقوم بالمقارنة أبدًا لأن هذه الفكرة ستبطئك وتشتت انتباهك عن الازدهار.
ما هي عوامل النجاح الرئيسية بالنسبة لكنّ حتى ترتقين كنساء في مجال ريادة الأعمال؟
يجب أن أكون جريئة. يجب أن أتغلب على جميع العقبات وألا أستسلم عندما يغلق أي باب في وجهي. أنا لا أقبل بكلمة "لا" كإجابة أبداً. يجب أن أكون شجاعة وأتحمل المخاطر. فبصفتك امرأة في هذا المجال، أنت بحاجة إلى الإيمان بنفسك وأن تتحلي بالثقة الكاملة لأنه سيكون هناك العديد من المشككين الذين يحاولون تثبيط عزيمتك وإحباطك. كما عليك حب ما تقومين به. إذا كان هناك شغف، فستقدمين كل ما لديك. النجاح يجب أن يمكّنكِ لا أن يبطئكِ.
من الذي يثير إعجابكن في مجال سباق السيارات؟
لطالما أحببت مايكل شوماخر منذ أن كنت طفلة، وكذلك أنا معجبة بماريا تيريزا دي فيليبس لأنها كانت أول امرأة تشارك في سباقات الفورمولا 1 على الإطلاق. لقد كسرت الصور النمطية واتبعت حلمها. وأيضا أنا معجبة بدانيا باتريك. لقد ألهمتني إرادة عدم الاستسلام لديها وتقدّمها المستمر طوال رحلتها.
ما الذي يمكن أن نتوقعه لمستقبل "رود رش"؟
نحب الاحتفاظ بالمفاجآت. ترقبوا "رود رش" 12، هناك شيء لا يصدق قادم قريبًا.
هدفنا هو أن نظل أكبر حدث في الكويت، ونأمل أن نكون الأكبر في دول الخليج الأخرى أيضًا. نريد أن نلهم النساء ليفعلن ما يحببن وأن ينجحن.والمحافظة على جودة الحدث والاستمرار في التوسع وفي إلهام النساء لتحقيق شغفهن.