بقلم: نورا السويطي مجوهرات: Chaumet، تصوير: باتريك صوايا، مكياج: حصة الصانع، شعر: L’oiseau Salon، ملابس: ALOthman Boutique
شخصية كويتية مميزة واستثنائية على منصات التواصل الاجتماعي، تعكس منصاتها مدى عفويتها وصراحتها التي تشاركها أمام الملأ، تطرح مواضيع مهمة للمرأة الكويتية.
أسست شركة التجميل وماركة ASAP وهي علامة تجارية للتجميل مقرها الكويت، مبنية على فلسفة بسيطة ألا وهي احتضان الجمال الطبيعي.
في عام 2020 برزت مشاركاتها الإنسانية والاجتماعية بصورة شاسعة مع انتشار أزمة فيروس كورونا المستجد، حاملة رسالة سامية تهدف إلى كسر حاجز التعامل مع المرض النفسي كوصمة عار في الشرق الأوسط.
كان لـ"لمجلة عود" هذا الحوار الخاص مع الشيخة ماجدة جابر الحمود الصباح، وإليكِ التفاصيل.
قمت بتأسيس مبادرة "أساب" للتوعية بالصحة النفسية، حدثينا عن هذه التجربة وما الذي جعلك تقررين الانخراط في هذا المجال؟
لم أكن أفقه أي شيء يتعلق بالصحة النفسية إلى أن أصابتني نوبة اكتئاب قوية وذلك بعد إصابة والدي بجلطة دماغية.
اكتشفت حينها أنه مرض عصيب يشعرك بالهوان وقلة الحيلة، حاولت كعادتي تقصي المعلومات من كل من هم حولي لأتفاجأ بأنهم ليسوا فقط غير ملمين بأي معلومة تمت لأي مرض عقلي بصلة، بل وأنهم جميعاً يرفضون تماماً الحديث عنه وذلك بسبب وصمة العار التي فرضتها علينا مجتمعاتنا. ومن هنا أخذت على عاتقي هذا الدور التوعوي بغرض حماية الناس من مواجهة تلك التحديات النفسية من دون سلاح الوعي والمعرفة.
باعتقادك، ما هي أهم إنجازات المبادرة حتى يومنا هذا؟
نشر ثقافة الحديث عن مشاكلنا النفسية بطريقة طبيعية من دون إخفاء المشاعر لإزالة وصمة العار المتعلقة بالصحة النفسية.
ما هي برأيك الأسباب الرئيسية التي تمنع المصابين بالاضطرابات النفسية من اللجوء إلى طلب المساعدة من المختصين في مجتمعاتنا؟
هناك عدة أسباب مثل الخوف من حكم الآخرين الذي بدوره يؤدي إلى خسارة الكثير من الفرص في شتى المجالات، بالإضافة إلى قلة عدد المعالجين مقارنةً بالأشخاص المصابين بالاضطرابات النفسية، وغلاء أسعار الجلسات العلاجية في العيادات الخاصة، والخوف من التسجيل في ملفات المستشفيات الحكومية.
ماذا تودين أن يعرفه الناس عن الصحة النفسية والعقلية؟
من وجهة نظري أرى أن الاستقرار النفسي يضمن حياة مريحة آمنة. وأن قدرة الإنسان على التأقلم في المجال الأسري والوظيفي والمجتمعي قائم على ركيزة مهمة وهي الصحة النفسية المتزنة. ولا ننسى ضرورة ربط الصحة النفسية بالجسدية، فالاثنان مكملان لبعضهما.
ذكرتِ في إحدى مقابلاتك التلفزيونية أن الإيجابية المطلقة شيء وهمي، ما سبب هذا الاعتقاد وكيف ممكن تفنيده؟
في رحلتي مع الاكتئاب أردت التعرف على أساليب العلاج السلوكي التي يتبعها الفرد بنفسه للتعايش مع الاضطراب النفسي، ومن خلال أسلوب التجربة والخطأ، استطعت التوصل للحلول والسلوكيات التي تضمن استقراري النفسي، فكانت الإيجابية المسرفة العدو اللدود لها، فهي تعزز فكرة الكمال التي تعتبر فكرة غير واقعية لا تمت للمنطق بأي صلة.
في عام 2007 قمت بتأسيس شركة للتجميل متخصصة في تقديم الخدمات الجمالية في المنزل، حدثينا عن هذه الحقبة.
كانت ولا تزال حقبة رائعة بالنسبة لي فقد أثبتت من خلالها نفسي، بدأت من الصفر ومن دون خبرة مسبقة، استطعت التغلغل في عالم ريادة الأعمال وتعلمت منه الكثير، كرسم الاستراتيجيات وطرق التوسع وكيفية خلق بيئة عمل صحية من خلال التعامل المهني مع الموظفين.
قمت بعد ذلك بإنشاء ماركة ASAP لمستحضرات التجميل والمصنعة باستخدام الزيت المغربي الشهير، كيف ومتى جاءتك فكرة إنتاج وتصنيع هذه المستحضرات للعناية بالبشرة والشعر؟
التمسنا أنا وشريكتي أختي عالية حاجة نساء ورجال مجتمعاتنا لمنتجات تتلاءم مع بشرة وأجواء المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، طرحي لمواضيع منتجات العناية بالبشرة والشعر في وسائل التواصل الاجتماعي كان يتطلب مني الكثير من البحث استطعت من خلاله التعرف على المواد الفعالة لصنع منتج ممتاز وقمت بذلك.
تؤمن ASAP بأهمية تعزيز الرفاهية العامة وتشجيع حب الذات والرعاية الذاتية، حدثينا المزيد عن هذا المبدأ.
في عالم شاع فيه هوس الجمال المصطنع، نؤمن أنا وعالية بالجمال الطبيعي. ولذلك أردنا تعزيز مبدأ العناية بجمال المظهر لارتباطه بجمال الجوهر. حرصنا على استخدام المواد الطبيعية الفعالة في منتجاتنا لاهتمامنا بأن تكون ASAP علامة تجارية مدرجة ضمن العلامات التجارية النظيفة “Clean Beauty Products”.
هل ما زلت تشاركين في عملية تصنيع مستحضرات تجميل ASAP وحتى الوصول إلى بيع المنتجات أم تعتمدين على فريق عملك؟
حالياً أقوم بالإشراف على العمل بصورة عامة بعكس بداياتي التي كرست بها كل طاقتي من أجل ظهور المنتجات بالطريقة اللائقة، أما الآن فلدي فريق عمل ممتاز تترأسه ابنة أختي عالية والذي يقوم بتلك المهمة على أكمل وجه.
ما هو المنتج الأكثر مبيعاً؟ ولماذا؟
بالنسبة لمنتجات البشرة، سيروم الخلايا الجذعية النباتية، وذلك لمفعولها السريع الواضح على نقاء البشرة.
أما بالنسبة لمنتجات الشعر فهي مجموعة شجرة الشاي، لتأثيرها الفعال على نقاء فروة الرأس وتقويتها.
ما هو الدرس الذي تعلمتِه خلال حياتك المهنية؟
تعلمت عدة دروس، من أهمها الشجاعة في القرارات وتحدي الذات، الاستثمار في الإنسان هو العائد الأمثل للأعمال بجميع مجالاتها، وإحاطة نفسي بفريق عمل داعم لي ولمشاريعي ويحمل نفس القيم أمر أساسي ومهم جدا لنجاح أي مشروع.
ما هي عوامل النجاح الأساسية بالنسبة لكِ للارتقاء كامرأة في مجال ريادة الأعمال؟
اتباع أسلوب “feminine leadership” الذي يرتكز على التعاطف مع الآخرين والتواصل مع الغير، بالإضافة الى التمكن من مهارات بناء العلاقات المثمرة، لجعل بيئة العمل أكثر مرونة، ولتقوية الروابط بين أفراد فريق العمل.
في عالم الشهرة والأعمال يتعرض الشخص للكثير من النقد وفي ذات الوقت إلى الإطراء، اذكري لنا أكثر الانتقادات التي اثرت بك من خلال مسيرتك سواء إيجابياً أو سلبياً؟
أحرص على معرفة النقد الموجه لي بكل أشكاله فلولاه لما وصلت لما أنا عليه الآن. لم أكن على دراية بمدى حب الناس للتعرف على أسرتي وحياتي اليومية فأكثرت من مشاركة ذلك معهم، ولم أكن أعلم أن هناك من ينفر عندما أتحدث باللغة الإنجليزية ويفضل تقبل المعلومات مني بلغتنا الأم، ممارستي الحديث والكتابة باللغة العربية حسن أسلوبي وطوره كثيراً.
عرفت والدتك الشيخة أمثال الأحمد الجابر الصباح بدورها المميز في المجال التطوعي الإنساني والبيئي، حدثينا عن علاقتك مع والدتك ومدى تأثيرها في صقل شخصيتك؟
تربطني مع والدتي علاقة قوية جداً، تميزها الصراحة وتبادل الآراء، وتأثرت بشخصيتها القوية تلقائياً من دون علمي بذلك. تعلمت منها المثابرة والالتزام في مشاريعي مهما كانت التحديات، أن أؤمن بأهمية أهدافي حتى لو لم تكن متعارف عليها في ذلك الوقت. وبالتأكيد، انخراطها في العمل التطوعي جعلني أسلك طريق التوعية بالصحة النفسية ايماناً مني بمبدئها القائم أساساً على مساعدة أفراد المجتمع وخدمة الإنسانية.
عندما بلغتُ الثامنة عشرة من عمرك، رُزقت بطفلتك الأولى. والآن، لديك أربع بنات وأصبحت جدة. حدثينا عن التحديات التي واجهتك كأم، وخاصة كونك حملتِ على عاتقك مسؤوليات كبيرة في سن صغير. ماذا تعني لك هذه الأمومة؟
نشأت مع بناتي بسبب بدايتي مشوار الأمومة في سن مبكر، وقد ساعدني ذلك كثيراً في العمل على تطورنا الفكري معاً في ذات الوقت، استطعت فهم ما يجول في خواطرهن من أفكار وطموحات، فأصبحت الأم الصديقة التي تحاور بناتها وتبادل معهن الأحلام والمخاوف وتناقش معهن كيفية تخطي عقبات الحياة والتغلب عليها.
من هم مصممو الأزياء المفضلون لديك على المستوى العالمي ومستوى الشرق الأوسط؟
العالميون: ألكساندر مكوين، ريك أوينز، جاك موس، ميزون مارجيلا، توم فورد.
الشرق الأوسط: بصراحة من الصعب اختيار اسم واحد، فهناك العديد من المصممين العرب المبدعين مثل: دينا شاكر، آشي، وإيلي صعب.
كيف تصفين أسلوبك الشخصي في الموضة؟
باعتقادي اسلوبي الشخصي في الموضة لا يعتمد على المناسبة بينما يعتمد على شعوري في هذا اليوم وراحتي الشخصية، لا يقتصر اسلوبي الشخصي على اسلوب موضة معين بل أستمتع بتجربة أساليب الموضة المتعددة.
أخاك الشيخ ماجد الصباح، أو كما كان يعرف بلقب "شيخ الموضة"، أسس دار "فيلا مودا" للموضة والتي كانت محط أنظار الباحثين عن آخر صرعات دور الأزياء العالمية. هل كان له تأثير على ذوقك واختياراتك للملابس؟
لا يقتصر تأثير أخي ماجد على ذوقي واختياراتي فقط بل يتعداه ليشمل اسلوب حياتي وقراءاتي للأمور. أخي ماجد هو بمثابة المرشد أو mentor بالنسبة لي، تفكيره المميز يعطيني حلول جديدة وخارجة عن الصندوق، يرى الصورة الكاملة، ونصائحه لا تقدر بثمن بالنسبة لي.
ماذا تتمنين للوطن بمناسبة اليوم الوطني؟
التعاضد ووحدة الكلمة وتقديم مصلحة الكويت وشعبها قبل المصلحة الشخصية
ماهي مخططاتك للاحتفال بعيد الكويت الوطني؟
عادتاً نجتمع في منزل الوالدة حيث نتناول وجبة العشاء مع الإخوة والأحفاد والأصدقاء، نحرص على سرد قصص في حب الكويت وطرح مواضيع العطاء للوطن بأسلوب المسابقات والهدايا للأطفال. حب الوطن لا يقتصر على رفع الأعلام والمسيرات، بل هو أعمق وأسمى من ذلك. هو إخلاص وعطاء دون انتظار المقابل.
بمناسبة عيد تحرير الكويت، اذكري لنا موقفاً لن تنسيه مررت فيه خلال تلك الفترة.
خروجي من منزلي في ساعات الصباح الأولى وتوجهي لقصر دسمان للاطمئنان على جدتي، لم أكن أعلم أن جنود الاحتلال قد احتلوا القصر، لم أكن على دراية بانتقالها لمكان آخر آمن، لم تكن هناك هواتف ذكية آنذاك، استوقفني أحد الضباط الكويتيين قبل البوابة الرئيسية، وبعد جدال مطول بيننا كان حاداً وهستيرياً نجح في إقناعي بعودة أدراجي إلى المنزل.
"عامر خليفة الشمري" هو ذلك الضابط الذي أنقذني من الدخول إلى القصر الذي كان يعج بجنود الاحتلال لا يزال صديقاً لي ولأسرتي ولاأزال ممتنة له إلى يومنا هذا.
ما هي قائمة طموحاتك القريبة والبعيدة، وما المخططات التي تعملين عليها في الوقت الحالي؟
بسبب اعتقادي بأنه لا يوجد أحد مناّ لا يمر بتغيرات في المزاج، والاهتمامات، والمخاوف، أو في مشاكل متعلقة في الصحة النفسية. وإيماني أن جميع الناس يستحقون أن يكون لهم القدرة على الاطلاع على المعلومات والدعم والمصادر الكافية لتخطي الصعاب، للوصول إلى تحقيق الإمكانيات الكاملة وإيجاد الحياة الصحية الشمولية. قمت بإنشاء منصة "هُنا" التي تشمل المعلومات والخدمات المتعلقة بالصحة النفسية، لتكون “هُنا" واحةً للمعرفة والدعم والتوجيه والمشاركة، لكل من يواجه تحديات في مجال الصحة النفسية.
