Collezione 04 – أدوات الحرفة
أدوات الحرفة، وتطور العمل. لمجموعة خريف/شتاء 2025، يستلهم المدير الإبداعي لموسكينو، أدريان آبيولازا، أفكاره من مفهوم العمل الجاد، ولكن بروح من اللعب. تتجسد فكرة الحرفة، التي تعد جوهر الموضة، في إتقان الخياطة الذي كان في قلب ممارسات فرانكو موسكينو، ليصبح هذا المفهوم عنصرًا متكررًا في المجموعة – يتجلى في كل غرزة وخياطة.
تعتمد المجموعة على مرجع أساسي من أساطير ورموز موسكينو – فستان "المانيكان" الذي صممه فرانكو موسكينو عام 1992. بقصّة ضيقة تبرز تفاصيل الجسم، يشكل هذا الفستان أساسًا حرفيًا وأيديولوجيًا للملابس، إذ يتم ارتداؤه كطبقة تحتية، ما يعزز مفهوم العرض المستوحى من عالم الموضة. تبدو الفساتين وكأنها متوقفة في منتصف مراحل التصميم، بينما يتم تفكيك القطع الرسمية وإعادة تخيل تفاصيلها كعناصر زخرفية. أما الحواف غير المكتملة، المصنوعة خصيصًا لموسكينو، فتتحول إلى علامة هوية جديدة، وهو شعار ساخر غير مكتمل يذوب في ثنيات منسدلة بحرية.
تصبح عملية التفكيك وسيلة لإعادة الابتكار؛ فالفساتين تتحول إلى كولاج مكون من أجزاء مختلفة من ملابس أخرى، والكنزات تتشابك مع بعضها البعض، حيث تتحد العديد من الأجزاء لتشكل كيانًا واحدًا. وبنفس النهج، تأتي الشراكة مع شركة الأقمشة البريطانية "ساندرسون أوف لندن"، والتي أعادت موسكينو من خلالها ابتكار أربعة من طبعاتها الأرشيفية الزهرية - Grandi Flora, Stapleton Park, Eton Poppy, Everything Roses. لكن هنا، تمت "موسكينوفتها" - حيث تبدأ الأزهار بالابتسام وتظهر المصابيح الكهربائية وسط التصاميم.
العمل يقود إلى أزياء العمل - مثل الدنيم والجلود المستعملة. وعلى الرغم من أنها عناصر غير تقليدية لموسكينو، إلا أنها تُترجم إلى لغة الدار المميزة من خلال اللعب بالمقاييس، مما يغير سردها الأصلي. وينطبق الأمر نفسه على الرموز الكلاسيكية - مثل العقدة الأنثوية التي يتم ربطها عند المعصم أو الرقبة، حيث تُضخم بأبعاد ضخمة أو تُزال تمامًا، تاركة ظلها المرسوم على الجلد العاري، مما يجعل غيابها أكثر حضورًا من وجودها.
الحرفة هي الفخامة، والفخامة نسبية – مبدأ تتبناه موسكينو، ويظهر من خلال ثراء الأفكار وقيمة الإبداع. فستان سهرة قد يكون مصنوعًا من الورق أو أكياس القمامة، في عمل من أعمال التحدي، بينما يغلف معطف مبطن الجسم بحجم معطف فرو فاخر. وفي عالم موسكينو، لا شيء يبدو كما هو في الواقع - حيث تتلاعب الإكسسوارات الذكية بخدع trompe l’oeil والانقلابات السريالية. في موسكينو، قد تبدو حقيبة اليد وكأنها أي شيء إلا حقيبة.
هناك أيضًا قيمة خاصة لمفردات موسكينو، ولغة الدار التي لا تزال قائمة - من الوجه المبتسم "Smiley"، إلى حزام الاسم المميز، إلى كشاكش الفلامنكو، كلها رموز يتم استكشافها، وتضخيمها، والاحتفاء بها في تعبير عن فرح داخلي شخصي.
قيم موسكينو تتجاوز الموضة. الملابس هنا تخاطب جميع الأجناس، حيث يتم دمج إشارات من مختلف أنماط الأزياء في كيان لا يمكن اعتباره ثنائيًا، في انعكاس لعصرنا المتغير. أما الإطلالة الختامية، فتأخذ بيانًا سياسيًا مستوحى من عمل فرانكو موسكينو – "SOS Save Our Sphere" – كرسالة حول الأزمات البيئية التي لا نزال نواجهها والتي يجب علينا معالجتها. فهي تذكرنا بأن رسائل وهموم فرانكو موسكينو لا تزال تتردد صداها مع تحديات عصرنا الحالي.