الشيخة ماجدة الصباح بضيافة عود.كوم

May 24, 2022

تصوير فوتوغرافي: شهد العجيل، تصوير فيديو: سارة عواد، أزياء: Chloe، أحذية وأكسسوارات:Chloe

يمكن أن نطلق عليها سفيرة الإيجابية والإنسانة المكافحة والمرأة الحديدية التي لا تسمح لأي شيء بأن يحطمها أو يثني من عزيمتها أو يحبط إرادتها.

هي الشيخة ماجدة الصباح التي يدفعها شغفها إلى القيام بالكثير من الأمور، ومن بينها التعلم والإكتشاف وغيرها الكثير من الأشياء التي شكلت شخصيتها المميزة والمنفردة.

والشيخة ماجدة هي ابنة الشيخ جابر الحمود الجابر الصباح ووالدتها هي الشيخة أمثال الأحمد الجابر الصباح، شقيقة أمير الكويت الراحل، المغفور له بإذن الله الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وهي زوجة الشيخ عبدالله ابن أمير الكويت الحالي الشيخ نواف جابر الأحمد الصباح. ولديها ثلاث شقيقات وشقيقها هو الشيخ ماجد الصباح صاحب فيلا مودا والذي يعتبر من الوجوه المعروفة في عالم الموضة محلياً وعالمياً.

برزت مشاركاتها الإنسانية والإجتماعية بشكل كبير مع انتشار أزمة فيروس كورونا المستجد، حاملة رسالة سامية تهدف إلى كسر حاجز التعامل مع المرض النفسي كوصمة عار في الشرق الأوسط.

أطلقت مبادرة "أساب"، وهي حملة خاصة تمولها علامة "أساب بيوتي" التي شاركت في تأسيسها، تهدف إلى التوعية بالمرض النفسي وتمويل المبادرات المحلية والإقليمية والدولية.

تحمل في ثنايا شخصيتها لواء الإيجابية والتفاؤل بأن القادم أجمل مهما عصفت بنا رياح المشاكل المستعصية.

اليوم، نستضيفها عبر موقع عود لتخبرنا المزيد حول دورها في أزمة كورونا الأخيرة ضمن البرنامج الوطني للإرشاد النفسي CoronaCareKW المختص بتقديم الدعم النفسي والإجابة عن أكثر الأسئلة التي تدور في ذهن الناس للتقليل من التوتر والقلق الناجم عن فيروس كورونا المستجد.

كيف تنظرين إلى أزمة كورونا اليوم؟

أزمة وباء فيروس كورونا المستجد بالنسبة لي كانت تجربة غنية بالدروس والعبر التي علينا الاستفادة القصوى منها، عملت على تصحيح العديد من أفكارنا ومعتقداتنا وأظهرت الخاطىء منها أيضاً.

مع كل ما بها من صعوبة، إلا أنها حملت بين طياتها الكثير من الايجابيات والجوانب المضيئة التي ستبقى محفورة في ذاكرتي الى الأبد.

ما الذي تغير بك بعد هذه الأزمة؟

أصبحت أكثر تركيزاً على أولوياتي الحقيقية، أصبحت أكثر تركيزاً وإنتاجية.

ماهي الأمور التي كنت تعتقدين أنها مهمة وبعد كورونا اكتشفت عدم أهميتها؟

المجاملات الاجتماعية أمانةً كانت تأخذ الكثير من الجهد والطاقة النفسية والجسدية منّا، محاولين إرضاء الجميع، مما كان يسبب ضغطاً خفياً علينا دون أن نشعر. العلاقات الاجتماعية مهمة ولكن حصرها بطلعة أو عزيمة هو ما يظلمها. المهم البقاء على تواصل بغض النظر عن الكيفية.

عادات عملت على اكتسابها في هذه الأزمة وأخرى أردت التخلص منها؟

عملت على محاولة الالتزام بنظام حياة صحي وذلك عبر إدخال التمارين الرياضية إلى جدولي اليومي والالتزام بها والحرص على نمط غذائي صحي أيضاً.

عملت أيضاً على تطوير النظرة الايجابية لكل ما حولي مهما ساءت الأمور، هناك دوماً جانب جيّد بها ولكن نحتاج أن ننظر إليها بتمعن.

أما عاداتي التي رغبت بالتخلص منها، فأنا صدقاً أعمل على هذا الأمر منذ سنين ليس فقط خلال هذه الأزمة، فلقد تعودت على تقييم ذاتي دورياً وتطويرها. دائماً ما كنت عجولة وعند تفكيري بأمر معين أفقد صبري حتى أحصل عليه وأنفذه وهذا كان يسبب لي الكثير من الشعور بخيبة الأمل وعدم الانتاجية إلى أن عملت على تعلّم الصبر والحكمة وأخذ الوقت الكافي في التخطيط والتنفيذ لما أرغب بعمله لأحصل على نتيجة ترضيني.

هل يمكن أن تحدثيننا عن كيفية قضاءك للوقت في زمن الحجر المنزلي؟

كأغلب الأمهات العاملات، خاصة في شهر رمضان المبارك، حرصت على تقسيم يومي بطريقة تعطي لنفسي ولعائلتي ولمجتمعي ولعملي كل منهم حقه.

فأقضي يومي بين العبادة في هذا الشهر الفضيل، وصلة الرحم مع العائلة والأهل عبر الهاتف، متابعة أعمالي واجتماعاتي أون لاين، قضاء المزيد من الوقت مع زوجي وبناتي وممارسة هواياتنا من رسم ورياضة وتجربة وصفات صحية جديدة وطبعاً عشقي الدائم القراءة.

حدثينا عن مبادرتك للصحة النفسية؟ مم تتألف ومن أي جاءتك الفكرة؟

مبادرة "أساب" للتوعية بالصحة النفسية هي مبادرة غير ربحية تهدف إلى نشر الوعي بأهمية الاعتراف بالتحديات النفسية التي نواجهها وعدم الخجل من طلب العلاج والمساعدة لكونها أمراً طبيعياً مثل أي مرض عضوي يصيبنا ونبحث له على علاج.

بدأت الفكرة عندما أصبت شخصياً بالإكتئاب في فترة مرض والدي ومعاناتي في تلك الفترة، حيث لم أدرك حينها بأنني أعاني من مشكلة علاجها متوفر، رغبتي في مساعدة غيري على عدم المعاناة بينما العلاج متوفر وموجود، هو ما شجعني على إنشاء هذه المبادرة والعمل على نشر ثقافة الصحة النفسية والعلاج النفسي ليس في مجتمع الكويت فحسب، بل في الخليج والوطن العربي أيضاً.

من إنجازات المبادرة على سبيل المثال:

  • نظمنا العديد من المحاضرات وورش العمل مع مكتب الإنماء الاجتماعي لمحاربة الانتحار واستخدام التواصل الإجتماعي بالطريقة الصحيحة نفسياً.
  • ساهمنا في تجهيز ٦ عيادات خارجية لمركز الكويت للصحة النفسية تخدم كبار السن.
  • نظمنا حملة رمضانية في أحد الكافيهات جمعت مجموعة من الشباب والشابات في حوار مع أطباء نفسيين في جو ألفة بعيداً عن التكلف.
  • تواصلنا مع دكتورة مختصة في العلاج النفسي لما بعد الصدمة من الولايات المتحدة الأمريكية، حضرت إلى الكويت لتقديم ورشة عمل لمجموعة من ١٦ طبيباً ومختصاً بالصحة النفسية لتبادل خبراتها معهم وفتح باب الشراكة والتعاون في مجال الخدمات المقدمة.
  • سنوياً، نقوم برعاية مؤتمر الأخصائيين النفسيين في الشرق الأوسط والذي كان من المفروض أن يقام في شهر مارس ولكن بسبب الظروف الراهنة تقرر إلغاءه لهذه السنة.

ماذا عن مشاركتك بالبرنامج الوطني للإرشاد النفسي؟

لقد أسعدني اختياري للإنضمام مع مجموعة من نخبة الأطباء النفسيين والمختصين والمتطوعين من الإعلاميين والفنيين ضمن البرنامج الوطني للإرشاد النفسي CoronaCareKW المختص بتقديم الدعم النفسي والإجابة عن أكثر الأسئلة التي تدور في ذهن الناس للتقليل من التوتر والقلق الناجم عن فيروس كورونا المستجد، سواء من المرابطين في الصفوف الأمامية أو مقدمي الرعاية الطبية أو المصابين بالفيروس أو الملتزمين بالحجر المنزلي من جميع فئات المجتمع رغبة منا بتقليل مستوى التوتر والقلق المفرط من الظروف الحالية لضمان صحة نفسية مستقرة للمجتمع.

كيف يمكننا المحافظة على حياة نفسية صحية وتفادي الضغوط النفسية؟

التأمل والقراءة هي من ضمن سلوكياتي العلاجية شخصياً للمحافظة على صحتي النفسية مستقرة عدا عن أنها من هواياتي المحببة وطريقتي للمحافظة على ذهن صاف ونفس نقية، لذلك أخصص جزءاً من يومي قبل النوم للقراءة والجلوس مع النفس.

من المهم أيضاً الحفاظ على نمط حياة صحي من نوم منتظم وغذاء متوازن وحركة. كما أن للتدوين وكتابة الأفكار والتعبير عن المشاعر أثراً عظيماً في المحافظة على نفسية الفرد وسلامه الداخلي.

هل هناك من مواقف صادفتك وأثرت بك ولا تزال محفورة في ذاكرتك منذ بداية الأزمة؟

أعترف بأن أزمة وباء فيروس كورونا زادتني فخراً بوطني وشعبه الذي تكاتف صفاً واحداً لمساندة بعضه البعض، سواء بالدعم المادي أو المعنوي. الهمة والشهامة والإنسانية التي ظهرت في أسمى صورها أبهرتني وأبكتني أحياناً من شدة فخري واعتزازي لرؤية تهافت الناس على مساعدة بعضها البعض دون معرفة مسبقة ولا هدف سوى النُبل والعاطفة الإنسانية.

كيف تنظرين إلى الموقف الوطني حيال الأزمة؟

كما ذكرت سابقاً، الكويت حكومةً وشعباً أثبتت للعالم أجمع أنها بإنسانيتها أكبر بكثير من جغرافيتها ومساحتها.  هي الدولة الوحيدة التي أعطت أولويتها للإنسان دون تفكير أو تردد.

الروح الوطنية التي رأيتها في هذه الأزمة أثلجت صدري وطمأنتني أن وطننا بخير مادام يملك هذه الروح.

هل تعتقدين أن الحياة التي كنا نعيشها قبل كورونا ستعود كما كانت عليه من قبل؟

بالعكس، لا يجب أن تعود كما كانت! أزمة وباء الكورونا غيّرت  الكثير من مفاهيمنا، سواء على الصعيد الإنساني أو العملي. أثبتت الأزمة بأن كل شيء يمكن أن يدار عن بُعد إلكترونياً دون الحاجة للطرق القديمة التقليدية التي تعتبر ثقلاً مادياً وزمنياً كذلك. الانتاجية ليست بعدد ساعات العمل ولا بمكان تواجد الموظف! التواصل الإجتماعي ليس بكثرة زياراتنا ولقائنا! اهتماماتنا يجب أن تصبح أسمى مما كانت عليه ووعينا مجتمعياً كذلك، سواء بإجراءاتنا الاحترازية القادمة أو عاداتنا السلوكية الجديدة.

من خلال متابعتنا لحساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي نرى مدى إيجابيتك وتفاؤلك حتى في عز الأزمات، من أين تستمدين هذه الطاقة الإيجابية؟

لايوجد مايسمى الإيجابية الدائمة! أنا إنسانة لدي مشاعر وأحاسيس بعضها إيجابي وبعضها سلبي، أمر بأيام أشعر فيها بالسوء أو الإحباط أحياناً ولكنني لا أدع هذا الشعور يتملكني! أتعامل معه معاملة لحظية أتقبله بوقته ولا أشعر بالذنب اتجاهه. تقبلنا لمشاعرنا على اختلافها هو جزء من محافظتنا على توازننا النفسي والفكري.

كيف تنظرين إلى المستقبل؟ وماهي خطتك المقبلة؟

متفائلة ومتحمسة وأتوقع أن تكون الأيام المقبلة أفضل وأجمل بإذن الله، سواء على صعيد الأفراد أو الأعمال أو الكويت والعالم ككل.

لدي العديد من خطط مواجهة الأزمات النفسية مابعد الصدمة، إضافة إلى العديد من المواضيع الخاصة بالصحة النفسية لمرحلة مابعد أزمة وباء كورونا إن شاء الله.