ديور مجموعة خريف 2025

Apr 20, 2025

يتجلّى جوهر المبنى في مساحاته الداخلية، حيث نعيش ونتحرّك؛ وتنطبق هذه الفلسفة على الالهندسة المعمارية مثلما تنطبق على الموضة. وفي هذه النقطة المشتركة، تولد علاقة ديناميكية بين الجسد واللباس، وهي علاقة تتغيّر بحسب العادات والثقافات. إنّها جدليّة مستمرة بين لباس يحتضن الجسد، وجسد يتشكّل بحسب اللباس ويتكيّف معه.

في مجموعة "ديور" Dior لخريف 2025، تستكشف "ماريا غراتسيا كيوري" العوامل المؤثرة في عادات ارتداء الملابس عبر ثقافات العالم المختلفة، محاولةً إيجاد الروابط بينها. من هذا المنطلق، تتناول مفهوم اللباس بين البُعدين والثلاثة أبعاد، كما يظهر ذلك في سترة الكيمونو، استكمالًا لإرث السيد"ديور" الذي قدّم في موسم خريف وشتاء 1957 تصميمَي "ديور بالوتو" Dior paletot  و"ديوركوت" Diorcoat، وخصّصهما ليتم ارتداءهما فوق الكيمونو مع الحفاظ على شكله الأصليّ. وفي هذا التفاعل المستمر بين مصادر الوحي والمرجعيّات الذي يُشكّل جوهر الموضة، يستحضر ألبومٌ يوثّق رحلة إلى اليابان — حيث عرض "مارك بوهان" تصاميم "ديور" Dior في طوكيو عام 1971 — حوارًا بصريًا مع شخصيات المسرح الياباني الآسرة.

يأخذ معرض Love Fashion: In Search of Myself*، الذي زارته المديرة الفنية لمجموعات "ديور" Dior النسائية في كيوتو، مكانه ضمن هذه الخريطة الخياليّة. إنّها رحلة تُقابل بين ثقافتين مختلفتين في الموضة، تكشف عن فرادة حضور الجسد وتعقيد المشاعر التي تنعكس في القصّات وتفاصيلها. ويشكّل كلّ من الجسد والهوية والرغبة المواضيع الجوهرية لهذا الحوار البصري العميق.

تنظر "ماريا غراتسيا كيوري" إلى الموضة كروح مادية، يصبح فيها اللباس امتدادًا للجسد: جسد معاصر يستوعب فلسفة الكيمونو، ويحتفي بجودة النسيج، في بنية تصميمية تنبض بهوية المديرة الفنية. ومن هذا المنظور، وُلدت السترات والمعاطف بخطوط واسعة حاضنة للجسد، مزوّد بعضها أحيانًا بأحزمة. إنّها ملابس فاخرة، تكمُن قيمتها في خاماتها الحريرية، وفي رسومات مستوحاة من حدائق يابانية تُرافق الإطلالة بلمسات شاعريّة.

تتمايل السراويل الواسعة والتنانير الطويلة مع كل خطوة وحركة. إنّها مجموعة متغيّرة الملامح، يحافظ فيها اللون الأسود على عمقه وقوّته، وتتحوّل فيها الأنماط الزهرية الآسرة إلى طبعة حيويّة بحدّ ذاتها. أما التطريز الذهبي المرصّع، فيجسّد الرغبة الساحرة التي تتدفّق أبداً في عروق الموضة وصانعيها.

تتنقّل هذه المجموعة الجديدة برشاقة بين أشكال أزياء محفورة في الذاكرة الجماعية، وتنخرط في حوار يتجاوز الشكل، ليقترح رؤى جديدة ضمن هذا السياق، حيث تتقاطع الموضة مع الهندسة، وتبلغ — في أكثر لحظاتها حميمية — تلك اللحظة التي يصبح فيها الجسد، أو الأجساد، محور المجموعة وغايتها.

تمّ تنظيم هذا المعرض بالتعاون بين معهد كيوتو للأزياء والمتحف الوطني للفن الحديث في كيوتو، حيث أُقيم خلال الفترة من 13 سبتمبر وحتى 24 نوفمبر 2024.